اكتشاف مواد التجميل :
كان للحضارة الفرعونية السبق في علوم الفلك و الطب و الزراعة، كما كان لهم ذلك أيضا في استخدام مستحضرات التجميل، حيث اكتشف الفراعنة التجميل و الحلي التي عرفت بدقتها الفنية و جمال تشكيلها، و ذلك باستخدام نبات البردي و النخيل و زهرة اللوتس في صناعة مواد التجميل، كما استخدموا الأحجار الكريمة في صناعة الحلى.
و قد اهتمت المرأة الفرعونية بزينتها فاخترعت الكحل الذي كان يستخدم لحماية العين من إله الشمس و العين الشريرة، كما كانت المرأة الفرعونية تستخدم زيت الخروع و زيت الزيتون و ماء الورد و كريمات شمع العسل للعناية بالبشرة و الشعر. ووصفات تبييض البشرة و ترطيبها. هذا بالإضافة لصنعهم للماسكارا التي اعتقدوا أنها تطيل الرموش و تمنح العين المزيد من العمق و الاتساع، و قد استخدموا في صنعها العاج و عظام الحيوانات مع الكحل وروث التماسيح.
أما أحمر الشفاه فكان هو اللمسة الأخيرة لمكياج المرأة الفرعونية و كان يصنع عادة من مواد ممزوجة بالدهون الحيوانية أو الزيوت النباتية، كان يتم مزج هذه المواد بالأصباغ المستخرجة من معادن اليود، و التي تؤدي إلى أمراض خطيرة تصل في بعض الأحيان إلى الموت، و ربما تكون هذه المواد هي التي اشتق منها تعبير قبلة الموت.
و لا يقتصر المكياج و التبرج على الأحياء فقط في الحضارة الفرعونية، بل كان المنظر الخارجي للموتى مهما أيضا، حيث كانوا يضعون في مواقع الدفن بعض المنتجات كمشط الشعر و المجوهرات و العطور.
كان التبرج في الإمبراطورية الفرعونية مهما للرجال والنساء، حيث استخدموا الكحل و أحمر الشفاه و غيرهما من مستحضرات التجميل المتعارف عليها اليوم، إلا أن استخدامهم لها لم يكن من أجل التبرج فحسب بل استخدموها أيضا في طقوسهم المعتادة لما لها من معنى رمزي.
و قد سجل الفراعنة على الحيطان استخدامهم للكحل و الحنة للنساء و الرجال على حد سواء، للتجميل و لأغراض أخرى، و في عهد الملك تحتمس الثالث سجلت الوصفات لعلاج التجاعيد مثلا : صمغ اللبان و المورينجا الطازجة.